كوني صاحبة الرسالة

أبريل 24, 2022

كوني صاحبة الرسالة

كوني

صاحــــــــبة الرســـــــالة

بقلم : سوسن رضوان

خبير طفولة مبكرة

 

التعليم … تلك المهنة المقدسة .. مهنة الأنبياء والرسل ، والتي كان ينظر لها بإكبار على مر العصور ، ولا تخلو منها حضارة بشرية مهما كان مستواها ، فالتعليم مهنة ( ربانية ) فالله علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، وعلم آدم الأسماء كلها ، وبعث الرسل معلمين  والمعلم يتعامل مع أشرف ما في الإنسان ( عقله ) ويعطيه من نتاج فكره ، ومعلــمة رياض الأطفــال دون معلمات المراحــل الأخرى هي بحق ( صاحبة رسالة ) لأنهاتتعدد أدوارها  فهي :

 

  • القدوة والنموذج .
  • المفكرة .
  • المبتكرة .
  • المخططة .
  • المعدة .
  • المهيئة .
  • المنفذة .
  • المستكشفة .
  • المشاركة .
  • المعاونة .
  • المرشدة .
  • الموجهة .
  • المقومة .
  • الداعمة .
  • المستشارة .
  • الناصحة .

كل تلك الأدوار وغيرها فرضت على شخصيتها العديد من المتطلبات والمميزات ، التي تمكنها من أداء مهامها بنجاح ومنها :

 

المتطلبات الجسمانية :

 

  • أن تتمتع بصحة جيدة ، تساعدها على القيام بعملها على أكمل وجه .
  • أن تكون سليمة الحواس ، خالية من العيوب خاصة المتعلقة بالنطق والألوان .
  • تتميز بلياقة بدنية وخفة حركة ، حتى تستطيع مجاراة الأطفال في حركاتهم السريعة
  • خاصة أثناء أداء الأنشطة الحركية .
  • أن تتميز بالحيوية والنشاط .
  • تتميز بمظهر مهندم ونظيف بعيدا عن المغالاة .
  • أن تتميز بالبشاشة وطلاقة الوجه .

 

المتطلبات النفسية والاجتماعية :

 

  • أن تكون محــبة للأطفال بصدق حتى يبادلونها نفس الشعور وحتى تتمكن من خلال هذا الحب من الاستحواذ على قلوبهم والتوحد مع أرواحهم وبالــتالي تتفتح لها عقولهم ، وتصبح عملية استـدرارها ميسرة ، وعلى قدر حبها لهم ، سيـــكون صبرها عليهم .
  • أن تتحلى بالاتزان الانفعالي والنفسي ..
  • أن تكون لديها القدرة على إقامة علاقات إنسانية سوية مع الآخرين
  • ان يكون لديها القدرة على التعاون مع الجميع .
  • أن تتمتع بقوة الملاحظة .
  • أن تتخذ من المرونة والسماحة قاعــدة تنطـــلق منها لحل ما يواجهها من مشاكل يومية .
  • أن تتميز بالقدرة على التعـــامل مع الأطفال بلطـــف واحتـرام وأسلوب راق ، كي يستجيبوا لها بنفس الطريقة { باعتبارها القدوة } ، وهذا كفيل بدعم ثقة الصغار بأنفسهم .
  • أن تبـــادر دائمـــا علـــى المشاركة في المناســبات القومـــية والاجتماعية .

 

المتطلبات العقلية والمعرفية :

 

  • أن تتميز بحــب العلم والاطلاع الدائم والوقــــوف على كل جديد في المجالات المختلفة
  • أن تحسن إدراك الأمور والتصرف الســـريع في المواقــف الطارئة ، ولديها القدرة على إدارة وقت الفراغ ، وصاحبة لمسة جمالية .
  • أن تتميز بالقدرة على التفكير العلمي السليم .
  • أن تحـــسن الإنصات إلى الآخـــرين، وتتــقبل الأفكار التي يطرحونها مع تقديم الدعم والمساندة لمن يحتاجها .
  • يفضل أن تكون محبة للتجديد والابتكار ، صاحبة مواهب متعددة .

 

المتطلبات الخلقية :

 

  • لابد أن تدرك معلمة رياض الأطفال تماماً أن عملها هو في الأول والأخير علاقة بينها وبين ربها سبــــــحانه وتعــــالى ، وهي رسـالة قبل كونــــها وظيفة تتقاضــــى عنها أجـــر ، فتحاول جاهـــدة بذل أقصى جهد ، ولو تكلفــــت في ذلك مــشقة وتعب لإيمانها أن ما ينتظرها من الأجر والثواب عند الــله هو أكبر وأعظم من تلك الجنيــهات التي تتقاضــاها { قلت أو كثرت } وعليــها أن تراعي تــلك الأمانة فلا تهدر في الوقــت المحدد لهذا العـــمل ، ولا تبخل على أطفـــالها بجهد قد يســـاعد في تنمـــيتهم وتطـــويرهم ، أو في ملاحظتـــهم للوقـــوف على السلبي من سلوكياتهم وتوجيــــههم ، أو في قلع الطــــالح وغرس الصالح من سلوكياتهـــــم ، أو في تربيـــة الضمير الداخـــلي لديهــم أو فـــي الحــــرص على تصرفاتهـــا وما يـــبدر منـــها من قـــول أو فعـــــل ، وحرصها علــــى مــا يكشــــفه الأطفال أمامها أحياناً من أسرار متعلقة بأسرهم .
    • أن تكون مطـــيعة لكل ما يصـــدر إليها من أوامر رؤسائها ملتزمة بالتعلـــيمات الصادرة من الإدارة وما تنــــص عليه اللائحة التي تنظم العمل داخل الروضة .
    • أن تكون متقبلة لقيم المجتمع وتقاليده .

 

إن معلمة رياض الأطفال الغير مؤهلة أو مدربة إن لم تسارع إلى صقل معارفها ومهاراتها وتطوير قدراتها ، لن تتمكن من الإجابة على أسئلة كثيرة من واقع الممارسة الفعلية مثل :

 

  • كيف ستنـــجح المعلمة في العمــل مع أطـــفال مرحلة من أخطر مراحل عمر الإنسان وتنشئتهم التنشئة السليمة إذا لم تتعرف على الخصائص والسمات التي تميز أطفال هذه المرحلة ؟
  • كيف سيتسنى لها تلبـــية احتياجاتهم إذا لم تدرك ماهية هذه الاحتياجات ؟ .
  • كيف ستـــحدد الأساليب العلمية الصحيحة للتعامل معهم ؟
  • كيف ستتمكن من حل مشـــاكلهم الســـلوكية ومواجهتها ، سواء اليومية الطارئة أو الراسخة { المرضية } ؟
  • كيف ستتمكن من مســـاعدة هذا الكائن الصغير على تشكيل الصفات الأوليـــة لشخصيته ، والتي يــبدأ فيــــها الصــغير الاعتماد على نفسه ، والتكيف مع البيئة ؟
  • كيف ستتـــمكن من تخطيط المواقف التعلـــيمية ببرنامـــجها اليومي ، وما يشتـــمل عليه من أنشــطة متنوعة ، وتوازن تلك الأنشـــطة بحيث تلبي شـــتى حاجات الطفــولة المبكرة ووضــوح أهدافها بهذا البرنامج ، ومعرفة كيفية تحقق تلك الأهداف وكيفية التدرج ( تدرج في كم المعلومات / تدرج في الكيف / تدرج في طريقة التدريس ) .
  • كيف سيكون تصريفهــا لأوقات الفراغ التي تطرأ خلال زمن التنفـــيذ اليومي ؟
  • كيف ستتمكن من تحديد دورها خلال عملية تنفيذ البرنامج اليومي ؟
  • كيف ستتمكن من إثارة دافعية الأطفال ، وجذب انتباهــــهم .
  • كيــــف ستتــمكن من إثـــراء البيئــة التــربوية من حـــول أطفــــالها وتزويـــدها بالمثيــرات والمحــفزات الجــــــاذبة لاهتمـــامهم ، والأدوات والألعــــاب والوســــائل والخامات التي تتــــيح لهم البحث والتجريب والاكتشاف ، وما الأسس التي ستنــتقي بنـــــاء عليها أدواتـــها التعليمية ، ووسائلها وكتبها وقصصها الموجـهة للأطفال ، وهل سيشبع ما تختاره لهم حاجات أطفـــالها ، سواء إلى التجـــريب والاكتـــــشاف أو التذكر والانتباه ، أو إدراك العلاقة بين الأشياء ، وإلى استخدامهم لحواسهم ، وإدراكهم للزمن ، وإحساسهم بالمسافة وإلى حاجتهم إلى التخيل والابتكار ، وإلى التمثيل واللعب ، وإلى ممـــارسة الأنشطة الفنـــية والقصصية والـــحركية والموسيقية ؟
  • كيف ستتمكن من صياغة الأهداف السلوكية وفقاً للمعايير العلمية ؟
  • كيف ستتمكن من تحديد أساليــــب وطرق التربية المناسبة الجمـــــاعية والفردية لمســــاعدة الأطــــفال على التجريب والاختبار ، وإثارة حب الاستطلاع لديهم ، وتحفيزهم على التفكير أثناء الحوار ، وتقـــوية العلاقة بين أطفالها وحب العمل الجماعي والانتماء إلى الجماعة وصقل مهاراتهم والاستحواذ على انتباههم أثنـــاء بعض الأنشــــطة كسرد القصص ، وتوزيع الأطفال على أنشطة الأركان أو مراكز التعلم ، وألعاب الداخل والخارج ؟
  • كيف ستتمكن من تحديد قـــــدرات أطفالها ؟ وكيف سيكون سبيلها لتنمية تلك القدرات ؟
  • كبف ستتمكن من مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وما الأساليب والوسائل التي ستمكنها من ذلك ؟ .

 

كل تلك التســــاؤلات وغيرها كثــــير لن تتمكن المعلمة من الإجابة عليها إلا إذا ملكت أدواتها وعدتها وعتادها والتي تتمثل في :

 

الكفاءة العلمية والمهنية :

 

لا بد من إتقان المــعلمة للمادة العلمـــية ، ومـــتابعة الجديد في مجال التخصص واستقاء المعلومات من مختلف الوســــــائط المـــــمكنة ، في ضوء المستحدثات العلمية المتتابعة في مجالات العلوم المختلفة ، ففي مجال تنمية الطفولة المبكرة على وجــــه الخصوص ، تتضح الحاجة إلى معلمة واعية مثقفــــة شاملة متفتـــــحة مدركة لأهمـــــية الاطلاع المستـــــمر للوقوف على أحــدث التطورات في مجال مهنتها وتخصصها ، مع الحرص على التدريب أثناء ممارســــة العمل ، فلابد أن يكـــــون لديــــها استعداد دائماً للنمو المهني والعلمي والمعرفي ، فكل ما لا ينمو يذبل ، وتخطئ من تظن أن الفوز بالوظيفة

هو نهاية المطاف ، فهناك الدراسة الذاتية ، ومزج الدراسة النظرية بالخبرة المباشرة

 

الكفاءة التربوية :

 

إن الإلمام بالمادة العلمية لا يكفي وحده ، بل لابد من أن تكتســــب معه الإلمام بالـــطرق التربـــــوية المناسبة للقيام بدورها في تربيـــة وتنشــــئة أطـــــفال تلك المرحلة ، وهي الدعامـة الأساسية التي يبــــنى عليها تعلم الطفل كأن تهتم بتناســــب ما تقدمه لأطـــفالها مع قدراتهم الفعلية مراعيـــة الفروق الفردية بينهم في تحديد الأساليب والوسائل ، كذلك أسلوبها في حل مشاكل أطفالها … الخ .

 

الكفاءة الاتصالية :

 

أي معرفة طرق ووسائل الاتصال التي تمكن المعلمة من إيصال ما لديها من معلومات وخـــبرات وأفكار واتجاهات ومهارات لأطفـــالها ، كذلـك قدرتهــــا على إقامة علاقات تعاونية مع كل من يمكنه تقديم الدعم لها كي تؤدي رســــالتها على الوجه الأكمل كالزميلات ، وأوليـــاء الأمور ، والإدارة … وغيرهم .

 

الكفاءة المهارية :

أي التمكن من تخطط المعلمة لأنشطتها ، وتحـــــديد أهدافها العامة والخاصة والسلوكية … الخ ، من الأهــــــداف التي تتمكن بواسطتها من منع التشتت والانحراف عن المــسار أثناء التنفيذ ، وإيجاد الدافــــع للإنجاز ، وإبقـــاؤه فاعــلاً وحسن تمهيدها لأنشطتها واستـــخدام الوسائل والوسائط المناسبة لأطفالها ، والكفيلة بجذب انتباههم وتبسيط المفاهيم واستيعابهم لها ، ، مع قدرتها على طرح الأسئلة والمناقشة وتمكنها من إدارة الموقف التعليمي والتربوي بكفاءة وقيادة أطفالها أثناء تـــلك العملية سواء فردياً أم جماعياً ، مراعيـــة للفروق الـــفردية بين أطفـــالها ، مع التشجيع والتحفيز المستمر لهم بالإضافة إلى تمكنها من التعامـــل مـــع المستحدثات التكــــنولوجية التي يمكن أن تستخدمها في مجال عملها أو غير ذلك من المهارات التي تيسر لها القيام بمهامها بكفاءة وشمولية .

 

الكفاءة التقويمية :

 

أي أن تملك القدرة على تقويم أطفالها ، وتقويم برنامجها من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ ، بل وتقويمها لمستوى أدائها ذاته .

كفايات الالتزام والانتظام :

لابد من أن تمـــلك المعلمة من الالتزام والانتظــــام في أدائها لعملها ما يمكنها من تحقيق أقصى النتائج المرجوة ، فالمعلمة التي لا تلتزم بمواعيدها ، سواء في الحضور أو الانصراف أو بدء موعد الأنشطة ونهايـــتها … الخ لا يمكن أن تحـــظى باحـــترام وتقديــــر رؤسائها ، كذلك يصعب أن تنجح كقدوة لأطفالها .

 

الكفاءة الإبداعية :

 

على المـــعلمة أن تبحـــث دائمــــاً عن مواطن ومكامن الإبداع بداخلها كي تتمكن من مســــاعدة أطفالها على اكتساب مهارات وقدرات متجددة ، وتنميتهم إلى الحــد الأقصــى لقدراتـــهم ، وعليها أن تـــبتكر دائماً الأساليب الجديدة التي تجعل أطفالها منجذبين لكل ما تقدمه لهم ، فالعمل مع أطفال تلك المرحلة بشكل روتيني يجعل الأطفال يصـــيبهم الملل والرتابة ، وينصرفون عن التركيز والمتابعة .

 

مع دعوات قلبية بالتوفيق لكل صاحبة رسالة