عن المركز

في الأول من يوليو سنة 1980 صدر القرار الوزارى رقم (130) لسنة 1980 بإنشاء المركز القومى لثقافة الطفل كجهاز متكامل في هذا المجال، وكان إنشائه تكليلاً لجهود روادنا العظام، وإدراكا واعياً من صانعي القرار لأهمية الطفولة وثقافة الطفل في مجتمعنا.

ولقد سعى المركز منذ إنشائه إلى الإسهام في النهوض بثقافة الطفل، وتقديم فكر ثقافي علمي متطور، وتأصيل الوعى بثقافة الطفل بين مختلف فئات المجتمع، والمساهمة الفعالة في معالجة قضايا ومشكلات ثقافة الطفل في ضوء أهداف المركز المنوط به تحقيقها، والتي تتمحور حول الاهتمام بثقافة الطفل بمختلف جوانبها، وتوفير الظروف الملائمة لتقديمها للطفل عبر الأنشطة المختلفة، من أجل المساهمة في إعداد وبناء طفل يليق بحضارة هذا الوطن، طفل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

أهداف المركز

تأتى أهداف إنشاء المركز لتعبر عن هذا التوجه القومى والتى تتمثل فى:

  1. إجراء دراسات وأبحاث حول مشاكل ثقافة الطفل المصرى واحتياجاته ووضع إستراتيجية للتغلب عليها.
  2. إعداد جيل من الباحثين من ذوى المؤهلات العلمية العالية لتغطية أفرع التخصصات الثقافية المتنوعة للأطفال.
  3. إنشاء مشروعات تخطيطية عربية فى الوسائط الثقافية المختلفة، كنموذج تطبيقى لنتائج الأبحاث، وتجرى تجربتها واختبارتها وإعادة صياغاتها فى ضوء الدراسات الخاصة وتجربتها بالمراكز الفرعية التابعة للمركز بالقاهرة والأقاليم، ثم تقدم للوزارات والهيئات والتى يتضمن نشاطها هذه الوسائط للإفادة منها.
  4. وضع إصدار المواصفات القياسية للمواد الثقافية، ووسائلها وغير التقليدية للأطفال فى جمهورية مصر العربية.
  5. إصدار أوراق تتناول موضوعات الساعة والظواهر المفاجئة فيما يخص ثقافة الطفل وعقد الندوات لمناقشتها وتصحيح مسارها.
  6. الاتصال بالجهات المحلية والدولية المعنية بثقافة الطفل، والاشتراك فى الندوات والمؤتمرات العالمية والمحلية وتقديم البحوث المختلفة عن طبيعة الطفل المصرى.

ويحرص المركز القومى لثقافة الطفل على منح الطفل قدراً متزايداً من الاهتمام من خلال الأنشطة المختلفة التى يسعى إلى ترجمتها إلى مشروعات تهدف فى مضمونها إلى الارتقاء بوعى الطفل وثقافته من أجل تنشئة جيل جديد قادر على تحمل مسئولية البناء والتنمية وخاصة مع بداية قرن جديد يحمل فى طياته الكثير من المتغيرات والتحديات.

إنجازات المركز

ترتكز أعمال المركز على محورين أساسيين:

المحور الأول: هو مجال الدراسات النظرية والبحوث الميدانية التى تتعلق بقضايا الطفل ومشكلاته وسبل الحل والوصول إلى كيفية تطوير واقع الطفولة وثقافة الطفل من خلال ما يقدم من بحوث ودراسات عبر مجلد ثقافة الطفل والذى صدر منه (24) عدداً، بالإضافة  إلى العديد من الإصدارات المختلفة حول موضوعات عديدة وهامة يحاول المركز التأكيد عليها ونشرها بين المهتمين بالطفولة فى مصر، وكذلك مئات الندوات التى قدمها المركز خلال فترة إنشائه والتى ناقشت العديد من القضايا المتعلقة بالطفولة وثقافة الطفل فى مصر والوطن العربى من خلال أقسامه مختلفة.

المحور الثانى: يتعلق بالنموذج القياسى للتعامل المباشر مع الطفل أو عبر الوسائط الثقافية المختلفة من خلال فنون الطفل وأنشطته المختلفة والتى تقدم بالحديقة الثقافية النموذجية للأطفـال بالسيدة زينب والتابعـة للمـركز القومى لثقافـة الطفـل مـن خلال أنشطـة عديـدة.
ويستند المركز القومى لثقافة الطفل على مجموعه من الأسس والقناعات يعمل من خلالها ويأتى فى مقدمتها:

  1. الإيمان العميق بكافة بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والعمل على تحقيقها والتى كانت مصر من أوائل الدول التى صدقت عليها وكذلك كافة المواثيق والعهود العربية والدولية السابقة على الاتفاقية.
  2. إدراك الدور المتعاظم للجمعيات الأهلية خاصة فى ظل المتغيرات المتلاحقة عالمياً وإقليمياً ومحلياً وأهمية التنسيق بين الجهات الحكومية وغير الحكومية العاملة فى مجال الطفولة.
  3. أهمية العلم والثقافة العلمية، وضرورة تقديمها للطفل عبر وسائط ثقافية متنوعة والتأكيد على الدور الهام للعلم والتكنولوجيا فى مجتمع الغد.
  4. أهمية التراث الشعبى فى تكوين الهوية الثقافية وتشكيل عقل الطفل ووجدانه.
  5. الارتكاز إلى الأسس التنويرية الإنسانية للمشروع الثقافى المقدم للطفل عبر الوسائط الثقافية المختلفة.
  6. الاستناد إلى العمق التاريخى والحضارى لمجتمعنا ودوره فى الانطلاق إلى مستقبل أفضل.
  7. ويولى المركز فى الفترة القادمة اهتماما كبير بالحديقة الثقافية للأطفال، حيث تقام أغلب الأنشطة السابقة بها، كما يسعى إلى تطوير الحديقة علـى المستوى الإنشائى، وإضافـة مناشط جديدة بها، وتطويرها إدارياً وفنياً حتى تظل دائما حديقة نموذجية ثقافية للأطفال.
  8. ويرتكز تطوير الحديقة الثقافية على مجموعة من المبادئ الأساسية: تتمثل أولها فى ضرورة ارتباط الحديقة بالمجتمع المحلى المحيط من خلال المشاركة فى أنشطة الحديقة ومساهمة الحديقة فى حل بعض المشكلات التى تتعلق بالمجتمع المحيط، كما يصبح من الضرورى التعرف على الاحتياجات الثقافية للأطفال داخل الحى المحيط بالحديقة من خلال السعى إلى إقامة بحوث ودراسات يحاول للتعرف على أهم السمات المكونة للمجتمع المحيط (السيدة زينب) والتى تؤثر على الطفل، وكذلك التعرف على السمات العامة لطفل الحى، وأهم المشكلات والقضايا الثقافية والاجتماعية التى يتعرض لها الطفل فى هذه المنطقة ذات السمات الخاصة.
  9. إن المركز القومى لثقافة الطفل على وعى بالظروف والمتغيرات التى تحدث على المستوى العالمى والإقليمى وتداعياتها المختلفة ثقافياً واجتماعيا وأثر ذلك على الطفولة، وأهمية توعية الفئات المختلفة بالقضايا المستقبلية للمجتمع، وبقضايا الطفولة، وإدراك ذلك التواصل بين الطفل والمستقبل، وإدراك أن الحديث عن الطفل يعنى فى صميم حديثاً عن المستقبل، وأن الاستثمار فى مجال الطفولة هو أفضل استثمار للمستقبل.

وعلى المستوى الاستراتيجى يسعى المركز إلى رفع كفاءة العاملين به من ناحية، كما يسعى إلى المساهمة فى تطوير أداء العاملين فى مجال الطفولة بتخصصاتهم المختلفة وذلك من خلال إقامة مركز تدريبى يعمل على التواصل مع العاملين فى مجال الطفولة، وإقامة الدورات التدريبية لهم، كما يسعى إلى إقامة مركز معلومات يمد العاملين فى مجال الطفولة بمختلف المعلومات التى تسهل عملهم وتساعدهم على الارتقاء بأنفسهم وبقدراتهم، باعتبار أن المعلومة  فى القرن الجديد تمثل قوة وسلطة نحو الفعل والتقدم.