أسطورة أوديب في مسرحية شر الطريق للكاتب سعيد حجاج
بقلم: شيماء عزت
صدر للكاتب الكبير سعيد حجاج مسرحية للناشئة وهي ” شر الطريق ” عن الهيئة العامة للكتاب ومن رسوم الفنانة مرفت النحاس . تحكي المسرحية عن البطل نوار راعي الغنم العرافة تخبره بأنه لو أنجب ولد سيكون خراباً عليه ويقتله حين يكبر ، بالفعل تنجب نوارة زوجة نوار ولد لكنها تخفي عن الأب حقيقة المولود ؛ كي لا يؤذيه الأب ، وتمر السنوات ويكبر الولد آدم ويبلغ أبيه بحقيقة أمره وتسانده أخته حليمة و أوراه ، لكن الأب نوار قرر أن يهجر القبيلة ويذهب إلى الجبل ومعه الأم والابنتين تاركا آدم وحده .
في يوم كان يسير آدم فاعترض طريقه ضبع بثلاث رؤوس ، فالقى الضبع عليه ثلاثة ألغاز ، ونجح آدم في حل اللغز الأول فسقط الرأس الأول للضبع ثم نجح في حل اللغز الثاني والثالث حتى سقطت رؤوس الضبع وسقط ميتاً ،وهكذا نجا آدم من الضبع كما أنقذ الأميرة المحبوسة في البئر بأن تسلق شجرة الشوك حتى وجد جوهرة في آخر فروعها ، وقذفها في البئر فنجت الأميرة من حبسها .هذا يفسر كلام العرافات الثلاث في بداية النص :
عرافة 3: ينفك أسر الأميرة من كهفها المسحور.
عرافة 1:ساعتها راح يتبدل نهارنا ليل، وترجع تطل بروحها المسجونة .
عرافة2: من قلب قلب البير .
المسرحية من وحي حواديت شلاتين كما نوه الكاتب منذ البداية ، وإن كانت حكايات الشعوب القديمة تتشابه وتتفق في بعض الأجزاء . فمن يتأمل مسرحية شر الطريق يجد أن النص يتماهى مع أسطورة أوديب اليونانية . فالأب يخشى من ابنه الوليد أن يقتله حين يكبر ولما يكبر الابن يحل ألغازاً تنقذ حياته من وحش يقابله .فالكاتب هنا يبسط للنشءأسطورة أوديب الشهيرة .
تضمنت المسرحية بشكل غير مباشر قيماً أخلاقية مثل الحث على عمل الخير والسعي للعلم والمعرفة وعدم تصديق العرافات والمنجمين كل هذه القيم بجانب ما أثارته المسرحية من تشويق في عقل القاريء الصغير .