نقلًا عن موقع اليونيسيف العربي ... التحدّث إلى طفلك عن تغيّر المناخ

نوفمبر 13, 2022

التحدّث إلى طفلك عن تغيّر المناخ

كيفية الانهماك مع الأطفال حول هذه القضية بأسلوب قائم على الأمل والإيجابية.

إن تغيّر المناخ جارٍ حالياً وسيؤثر على كل طفل في العالم تقريباً.

ويمكن أن يبدو للعديد من الوالدين أنه من الصعب أن يتحدثوا مع أطفالهم عن تغير المناخ. ومن الطبيعي أن يرغب الوالدون بحماية أطفالهم من الأذى والقلق. ولكن إذا بلغ طفلك سناً معينة، فعلى الأرجح أنه بات يسمع عن تغير المناخ، سواء في المدرسة أو عبر الإنترنت أو من أصدقائه.

ومن المفاجئ أنه بوسع الأطفال الإحساس بمشاعر عديدة بشأن تغير المناخ، كأن يشعروا بالقلق أو الخوف أو الحزن أو الغضب، وهي ردود أفعال طبيعية تماماً حيال شيء مدمّر وينطوي على عدم يقين بشأن المستقبل، من قبيل تغير المناخ.

وبينما ليس بوسعك حل مسألة تغير المناخ لطفلك، لكن بوسعك أن تساعده على اكتشاف الحقائق، وإدراك أنه ليس لوحده، وتحديد طرق للقيام بعمل.

فيما يلي بعض النصائح حول كيفية الانخراط بمحادثة بأسلوب قائم على الصدق والأمل حول تغير المناخ، ودون تجاهل واقع القضية ومداها.

1- تسلّحْ بالمعلومات

ما من أحد يملك جميع الإجابات بشأن تغير المناخ، ولا بأس إن كنت لا تملك إجابات. وثمة العديد من المصادر الموثوقة على شبكة الإنترنت، بما في ذلك خطابات، ومقاطع فيديو، ومقالات يمكنها مساعدتك في التعرّف على المعلومات العلمية. وتمتلك الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (ناسا) بعض الموارد الرائعة الملائمة للأطفال حول الموضوع.

وتذكّر: لا بأس إن لم يكن بوسعك الإجابة عن جميع الأسئلة التي قد يطرحها طفلك – وانظر إلى الأمر كفرصة لتكتشفا إجابات معاً.

2- استمعْ

لبدء الحديث مع طفلك حول تغير المناخ، حدِّدْ ما يعرفه أصلاً وكيف يشعر إزاء الموضوع. وقد تُفاجأ بمدى ما يعرفه طفلك وما بوسعه التعبير عنه. واستخدِمْ ذلك كفرصة للاستماع إلى مخاوفه وآماله بشأن الكوكب. امنحه كل انتباهك ولا تستهنْ بأي شيء يشغله أو تحاول التقليل من شأنه. ودعه يعرف أن بوسعه دائماً أن يأتي إليك للتحدث حول أي شيء.

3- استخدمْ علوماً بسيطة

أنت تعرف طفلك أفضل من أي أحد آخر، لذا تَحقّقْ من أن المعلومات ملائمة له. وثمة نقطة انطلاق جيدة ممكنة هي العثور على طرق لربط موضوع تغير المناخ بالحياة اليومية للطفل، والعمل مع طفلك على تقصّي الحقائق الأساسية معاً. فمثلاً: “البشر يحرقون الوقود الأحفوري من قبيل الفحم والنفط لتشغيل السيارات والطائرات وإنارة البيوت. وكل ذلك يُنتج غازات الدفيئة في الجو الذي يحيط بالكوكب مثل فقاعة، مما يجعل المناخ أكثر حرارة.

وتعني زيارة حرارة الكوكب تغييرات في المناخ، من قبيل ازدياد حدوث الفيضانات والأعاصير. ومع ارتفاع حرارة الكوكب، يذوب الغطاء الجليدي القطبي ويرتفع مستوى البحر. وهذه مشكلة خطيرة، بيد أن العديد من العلماء وكثيرين من الشباب يعملون بدأب للعثور على حلول وتحقيق تغيير إيجابي. وثمة أشياء عديدة بوسعنا القيام بها أيضاً“.

ويمكن للصور والخرائط ومقاطع الفيديو أن تساعد في تشكيل تصور للقضية وجعلها ملموسة أكثر. وثمة مصدر ممتاز يمكن الاطلاع عليه، وهو الموقع الإلكتروني بصريات المناخالذي جمع مكتبة من الصور حول الموضوع، بدءاً بتأثير تغير المناخ وانتهاء بالحلول المناخية.

4- اخرجْ إلى الطبيعة

حاوِلْ أن تُعرِّف طفلك على الطبيعة قدر المستطاع، إذ أن تشجيعه على اللعب في الخارج يساعد في غرس تمتعه بالطبيعة واحترامه لها.

وعندما تكون خارج المنزل مع طفلك، توقف لبرهة لتجذب انتباه طفلك إلى أشياء مثيرة للإعجاب، سواء أكانت شجرة، أم غيمة، أم بيت عنكبوت، أم عصفوراً. ويمكن لهذا التصرف البسيط بالتمهّل وتخصيص وقت لتقدير الطبيعة أن يساعد الطفل على تطوير الفضول والإعجاب بعالم الطبيعة. قمْ أنت وطفلك بغرس بذور معاً وراقبا كيف ينمو شيء من لا شيء.

5- ركّزْ على الحلول

حاوِلْ أن تُظهر حلاً لكل مشكلة تناقشها. وتحرّ مع طفلك أمثلة حول أناس يعملون بطرق لمعالجة تغير المناخ. ناقِشْ قصصاً إيجابية ملهمة من التي تراها في الأخبار أو في مجتمعك المحلي.

تحدَّثْ مع الأسرة عن الخطوات التي ستقومون بها كأسرة، من قبيل الحد من هدر المواد في المنزل، والاقتصاد في استخدام المياه، وتدوير المواد، وإطفاء مصابيح الإنارة والأجهزة المنزلية غير المستخدمة. وهذا يساعد في تكريس فكرة أن بوسع الجميع القيام بشيء ما للمساعدة في التصدي لتغير المناخ.

ناقِشْ مع الأسرة إجراءات بوسعكم اتخاذها كأسرة أو ضمن المجتمع المحلي. هل بوسعك اختيار السير على الأقدام أو ركوب دراجة هوائية بدلاً من قيادة السيارة؟ هل بوسعك غرس شجرة؟

6- اعملْ على تمكين العمل

يقوم اليافعون في جميع أنحاء العالم بأنشطة مناخية بأنفسهم ويطالبون الحكومات بالقيام بعمل. ويعكف آخرون على بناء طرق لاستخدام الطاقة بكفاءة أكبر، ومشاطرة الحلول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والسير مرة في الأسبوع في مسيرات من أجل قضايا المناخ. اجعلْ طفلك يعرف بأن العديد من اليافعين يتخذون موقفاً لدعم كوكبنا، وأن بوسعه القيام بذلك أيضاً.

أن معرفة ما يفعله اليافعون والسماع منهم سيساعد طفلك بأن يشعر أنه ليس لوحده، وسيشعر بتمكين أكبر للقيام بعمل بنفسه. كن منفتحاً لما يود طفلك قوله حول حركة المناخ، والدور الذي يريد أن يؤديه فيها.

احرصْ بألا تبدو بأنك تفرض هذا المسار على طفلك، مما يمكن أن يؤدي من دون قصد إلى شعور طفلك بجسامة العبء، أو القلق، أو ثقل المهمة الملقاة على عاتقه. دع طفلك يأتي إليك إذا أراد الانهماك بفاعلية أكبر، وأكّد على أهمية أن التعامل مع تغير المناخ هو مسؤولية عالمية تبدأ بالعمل المحلي.

قد يكون الحوار الأول صعباً، ولكن من المهم أن تحافظ على استمرار الحوار. فالتواصل المستمر مهم بشأن هذه القضية التي تشكّل مستقبل كل طفل.