مسرحية ساسو العظيم

أغسطس 22, 2025

تدعو هذه المسرحية الأطفال إلى عدة قيم أخلاقية وتربوية، وأهمها أن يكون لكل واحد منهم طموح كبير يسعى لتحقيقه، ويحاول التغلب على كل الصعاب التي تعوق تحقيقه له، كحال الكتكوت ساسو في هذه المسرحية، فقد كان عنده طموح كبير بأن يكون مطربا كبيرا شهيرا، واستعان على ذلك بالمذاكرة والاجتهاد، ومواجهة الصعاب التي تعوق تحقيق حلمه هذا، واستطاع في نهاية هذه المسرحية أن يحقق هذا الحلم،

كما يدعو المؤلف الأطفال الذين يتلقون هذه المسرحية إلى قيم أخلاقية أخرى، ومنها أن يكونوا متعاونين ومحبين لغيرهم، كما كان شأن الكتكوت ساسو في هذه المسرحية، فقد ساعد صديقه الديك الرومي بأن عرفه بالبلبل الصداح المشهور، وعرض عليه أن يخرج له فيلما، ولما حكى الديك الرومي قصة هذا الفيلم للبلبل الصداح أعجبته، واتصل بشركة إنتاج لتقوم بإنتاجه، ورد الديك الرومي للكتكوت ساسو جميله له بأن أشركه في أغنية النهاية في هذا الفيلم مع البلبل الصداح الذي وافق على فكرة اشتراك غيره فيها؛ ليكون هذا سببا في شهرته.

كذلك تشير هذه المسرحية إلى قيمة أخلاقية أخرى، وهي أهمية الاعتذار عن الخطأ لمن أخطأ، كما فعل الكتكوت ساسو في هذه المسرحية، فقد اعترف للبلبل الصداح أنه خدعه حين تنكر في بداية تعارفه به في هيئة كتكوت أمريكاني؛ ليكون في ذلك وسيلة للتعرف عليه والتقرب منه؛ ليعرض عليه موهبته في الغناء.

كما أننا نرى هذه المسرحية تدعو لأن يكون أسلوب التعليم يقوم دائما على الحوار بين المعلم وتلاميذه، كحال الأراجوز راوي هذه المسرحية، وهو يقص جوانب من هذه المسرحية للأطفال في صالة العرض، ويناقشهم بشكل مستمر مع بداية كل مشهد ونهايته في أمور تتعلق بحكاية الكتكوت ساسو التي يحكيها لهم، ويتم تجسيد مواقف منها.

ومن ملاحظاتي السلبية على هذه المسرحية أن الحدث الذي بها ليس مثيرا بشكل كبير، فلم يتعرض الكتكوت ساسو لعقبات مؤثرة خلال سعيه لتحقيق طموحه بأن يكون نجما مشهورا في الغناء، ولكن حلمه هذا تحقق بمجرد أن تقرب بسهولة من البلبل الصداح، وأعجب به، وأيضا من خلال إشراك الديك الرومي له في الفيلم الذي يخرجه، ويقوم ببطولته البلبل الصداح.

وكذلك من عيوب هذه المسرحية أن فيها إطالة واضحة وتكرارا كثيرا، ومن ذلك أننا نرى مواقف تحدث للكتكوت ساسو، ثم يقوم الأراجوز الراوي بإعادة حكيه لها مرة أخرى، وتكرر هذا الأمر عدة مرات في هذه المسرحية.

وقد خلت هذه المسرحية – تقريبا – من الكوميديا رغم أنها ضرورة في مسرح الطفل، وقد كان بإمكان الأراجوز أن يبث الكوميديا فيها بطريقته الساخرة المشهور بها، ولكنه كان جادا في هذه المسرحية؛ ليبث كثيرا من القيم الأخلاقية فيها للأطفال المتلقين لها في المسرح، وكان يدخل في محاورات كثيرة معهم؛ ليجعلهم أكثر تفاعلا مع أحداث هذه المسرحية.

 

أما عن الأغاني التي ألفها المؤلف في هذه المسرحية – وهي باللغة العربية الفصحى كحوار المسرحية أيضا – فإنها – في الغالب – متوسطة من الناحية الفنية – وأحيانا ضعيفة، وبها خلل كبير في العروض.