لقطات متتابعة، يتعدد كتابها، وإن ظلت من حيث البنية والشكل واللغة والدلالة موحدة ومتجانسة هى لقطات انتقادية وتعليمية بدرجة ما، تتميز بحس ساخر يلتقط المفارقات ويصوغها عبر حوارات خاطفة وصور موجزة ومكثفة. بشكل عام، تعكس اللقطات المرحلة الراهنة : الخطر والوباء والتباعد وسطوة الخوف والعزلة، مع ما ينتج عن ذلك من أشياء وأدوات مستحدثة، وما يترتب عليها من شيوع أنماط من المشاعر والمخاوف والسلوك. يأتي تنوع الكتاب وتعددهم – وهذا ما يثير الانتباه ويبرر التوقف النقدى قليلا مؤكدا على وحدة المشاهد وصانعا لتجانسها، وكأنها صورة كلية تنحل في لقطات، وإن أضفى تعدد الكتاب شيئا من التنوع اللغوى والدلالي وبعض اللمسات النوعية في الصياغة والرؤية وكثافة التكوين والإيحاء، ولكن ظلت البنية المشهدية كلية وموحدة بدرجة واضحة. تتصل اللوحات ، كما هو واضح بتراث الأراجوز وقناعه وسحره الإيهامي ولعبته المتوارثة الجاذبة للخيال الطفولي والفرجة المرحة ، وهو ما أعطى اللوحات تميزها وطموحها في كتابة فقرات مغايرة لتلك التي درجت عليها اللعبة الشعبية، فقد حافظت اللوحات بتفاوتات معينة على حركة الدمية والخيال العرائسي وقناع الأراجوز ودوره الكاشف ولغته الهزلية الانتقادية التي تخفى قدر ما تكشف وتعرى وتظهر مثلما تحجب وتغطى، مع ذلك، سعت – أي اللوحات – إلى إضافة ملمحها الخاص، واستهدفت إحياء اللعبة وتحديث مواضيعها وخطابها وعلاماتها، بحيث يتجدد الأراجوز ويغدو راهنا وفاعلا في الواقع ، الآن وهنا، مثلما كان في تراثه السحيق.