أهمية وجبة الإفطار
د. هاجر فريد البكري
أستاذ مساعد كيمياء حيوية التغذية
قسم التغذية-المركز القومي للبحوث
إن للغذاء أهمية كأهمية الماء و الهواء للإنسان. فالإنسان لا يقوى على العيش لأكثر من بضعة أيام من دون أكل. و يتم استهلاك جزء من الطعام المأكول فى إنتاج الطاقة. أما الباقي فيختزن لحين احتياج الجسم إليه. يختزن الطعام الزائد في الجسم في صورة جليكوجن و دهون و يستخدم لإمداده بالطاقة اللازمة للوظائف الحيوية أو تشغيل أعضاء الجسم المختلفة أثناء فترات الصيام والنوم. تسمى الطاقة اللازمة للوظائف الحيوية أثناء النوم بمعدل الحرق الأساسي أو Basal Metabolic Rate (BMR).و التي تعد أقل معدل طاقة مستهلكة بالنسبة للإنسان وهي تختلف من شخص لأخر. و كلما زاد BMR كلما كان معدل الحرق أعلى وقلت احتمالات حدوث زيادة الوزن لدى هذا الشخص.
و تأتي أهمية الحرص على تناول وجبة الإفطار من أنه قد أثبت علمياً أن معدل حرق الطعام لإنتاج الطاقة في الجسم أعلى نهاراً .أما ليلاً فإن الجسم يركن للراحة و النوم و احتياجه للطاقة يكون أقل مما يجعل معدل حرق الطعام أقل و بذلك فإن الطعام المأكول في وجبات العشاء المتأخرة ليلا قد يتم تخزينه فى الجسم مما يؤدي إلى زيادة وزن الجسم و عسر الهضم و الإحساس بالشبع صباحاً و عدم الرغبة في تناول وجبة الإفطار. لذا وجب علينا الحرص على عدم الأكل في أوقات متأخرة من الليل ثم النوم مباشرة.
إن الحرص على تناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر و قبل الخروج من المنزل يقلل من الميكروبات الضارة التي قد تدخل إلى الجسم عن طريق الجهاز الهضمي. فتواجدنا في المنزل يضمن لنا سهولة الغسل الجيد للفواكه و الخضروات بالماء و الخل و سهولة غسل اليدين قبل و بعد الأكل و سهولة غسل و تنظيف الأسنان بعد الأكل. لكن تجهيز الإفطار و تعبئته لتناوله في وقت الظهيرة مثلاً فإنه قد يفسده إذا لم يتم حفظه في الثلاجة و على الأخص في الصيف و مع ارتفاع درجات الحرارة. و يحدث فساد الأكل تدريجياً بزيادة العد الميكروبي بالطعام و تغير طعمه إلى أن يفسد تماماً خاصة البروتينات مثل البيض و الفول و اللانشون و بعض أنواع الجبن. أيضاً الخضروات المقطعة قد تفسد سريعاً بفعل الحرارة كالخيار والطماطم. إلا أن بعض الأشخاص لا يستطيع الأكل صباحاً قبل الخروج من البيت لذا فإنه من الأفضل أخذ حبات من التمر المحشو بالفول السوداني أو ثمار من الفاكهة أو الخضروات بعد غسلها و تجفيفها تماماً أو الزبادي. كما يستحب في فترة الصيف استبدال المشروبات المحتوية على الكافيين بعد وجبة الإفطار كالشاي و القهوة باللبن أو العصائر الطازجة أو الماء حيث أن الكافيين يساعد في إدرار البول و يسرع من فقد ماء الجسم و جفافه.أما في فترة الشتاء فإن مشروبات العدس و الحمص و البليلة تعد من الخيارات المُثلى. كما أن إفطارنا في البيت يضمن لنا قلة احتياجنا للمأكولات المضاف إليها مواد حافظة ذات تأثير ضار على الصحة. من كل ما سبق ذكره تتضح لنا أهمية تناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر قبل الخروج من المنزل و الأليات التي تساعدنا على ذلك.