شكشوك (شوقي حجاب)
بقلم: آلاء عبد الحميد
الترفيه هو الوسيلة الأساسية للوصول للأطفال ومن خلالها نقوم بتقديم أي شيء نريده، ولكن لا بد أن يكون بشكل جاذب للطفل من خلال الشكل واللون والصوت ومن خلال إثاره خياله حتى يمكن جذب انتباهه”.
شوقى حجاب، شاعر ومخرج مصرى، ولد في محافظة الدقهلية عام 1946، تربى فى كنف أب أزهرى كان يكتب الشعر ويقتنى الكتب ويعشق الثقافة، وأم متعلمة تقرأ وتمتلك خيالاً خصباً وتراثاً من الأمثلة الشعبية والحواديت والحكايات، وهو شقيق الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب
كانت تجربة الشاعر شوقي حجاب في الكتابة للطفل واحدة من أبرز تجارب الكتابة للطفل وأكثرها تنوعاً، حيث تضمنت القصة والأغنية والمسرح وابتكار شخصيات من أكثر الشخصيات التي لاقت نجاحاً عند جيل الثمانينيات والتسعينيات، مثل شخصية “بقلظ” و”كوكي كاك”، والتي شكلت ذكريات الكثيرين، وربما يمكن أن نقول إنه لم يأتِ من بعدها من حقق نفس النجاح والانتشار، إضافة إلى مشاركاته في بعض البرامج العالمية التي حققت نجاحاً كبيراً وأنتجت بالعربية، مثل “عالم سمسم”.
وقدم برنامج (عصافير الجنة) مع المذيعة سلوى حجازي كما ساعده صديقه الشاعر مجدي نجيب في الكتابة لمجلات (ميكي) و(سمير)
القصة التي أمامنا تناسب الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة من سن 3: 7 سنوات ، حيث أن الطفل في هذا السن يبدأ بتكوين المفاهيم وتصنيف الأشياء ، كما أن لديه القدرة على الإدراك البصري أكثر من التفكير المنطقي .
تتناول القصة فكرة ضرورة تقبل الذات والثقة بالنفس وهي قضية هامة جداً في هذا السن المبكر لأن الطفل لو تقبل ذاته وكان لدية ثقة في نفسه سوف يكون قادراً على مواجهة الحياة فيما بعد أما إذا اهتزت ثقته في نفسه ولم يتقبل ذاته على ما هي عليه سوف يتعرض لمخاطر نفسية جسيمة فيما بعد، كما تهدف القصة إلى ترسيخ قيمة الصداقة والإحساس بالآخر.
من حيث الحدث
صمم الكاتب القصة بطريقة فنية محبوكة فالقصة مؤثرة وممتعة ومشوقة للأطفال، كما اعتمدت القصة على عنصر الأنسنة وهي من أكثر الأشياء جذباً وتشويقاً للطفل.
أما سرد القصة وأسلوبها
جاءت القصة في لغة سهلة ابتعد فيها الكاتب عن الألفاظ الغريبة أو الصعبة، كما اعتمد فيها الكاتب على ظاهرة التكرار وهي : ظاهرة موسيقية ومعنوية تقتضي الاتيان بلفظ متعلق بمعنى ثم إعادة اللفظ والتكرار هنا هو تكرار للفظ وذلك لإغناء دلالة الألفاظ وإكسابها قوة تأثيرية
مثل تكرار كلمة يفكر ويفكر للدلالة على عمق التفكير وغيرها من الكلمات الأخرى.
كما جاء أسلوب القصة بطريقة سهلة مبسطة نستطيع من خلالها توصيل الفكرة .
أما شخصيات القصة جاءت من الطيور والحيوانات المحببة للطفل مثل العصافير و القط والغزال
عنصري الزمان والمكان
نجح الكاتب في توظيف عنصري الزمان والمكان فاختار المكان المناسب للطفل فجاءت الأحداث في أمكنة محببة للطفل كالغابة والمطعم حتى اختيار مطعم البيتزا غلى وجه الخصوص من الأكلات المحببة جداً للأطفال، كما ظهرت بساطة المكان ووضوح ملامحه.
وجاء الزمن في تسلسل بسيط وعدم وجود قفزات زمنية لأن الطفل في هذا السن لا يدرك الأزمنة البعيدة.
الحوار: جاء أغلبه في شكل مونولوج وهو حديث النفس وظهر هذا واضحاً جداً في حديث شكشوك مع نفسه والصراع الداخلي القائم بينه وبين ذاته .
أما من حيث الأهداف التربوية والأخلاقية
فجاءت القصة أولاً لتؤكد على أهمية الثقة بالنفس وأننا مهما اختلفنا وبدا شكلنا مختلف عن الآخرين إلا أن في كل شخص ما يميزه عن غيره وأنه على الإنسان أن يرضى بالشكل الذي خلق عليه ولا يشعر بالدونية فالعبرة بقدرات الإنسان لا بشكله .
كما ركزت القصة على ضرورة الإحساس بالغير والتراحم بينهم ومساعدتهم وظهر ذلك عندما حاول كل حيوان تقديم المساعدة للقنفذ لكي يظهر بشكل أفضل ولكني كنت أود أن تكون مساعدة الحيوانات والطيور للقنفذ في إقناعه بذاته وأنهم يحبونه كما هو .
كما ركزت القصة على قيمة الصداقة وأنها لا تُقدر بمال وأنها لا تُباع ولا تُشترى وأنها علاقة حميمة وشريفة تجمع بين الأشخاص بدون مصالح .