تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وإشراف أد.هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أقام المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد ناصف، ملتقى كامل كيلاني الأول لأدب الطفل، وذلك اليوم الأحد ١٨ نوفمبر بالمجلس الأعلى للثقافة.
وقد بدأ الملتقى بافتتاح معرض لكتب أدب الأطفال من أعمال كامل الكيلاني في بهو المجلس.
وفي قاعة المجلس بدأت فعاليات الملتقى بتقديم من الباحث أحمد عبد العليم مدير إدارة البحوث والدراسات بالمركز القومي لثقافة الطفل الذي رحب بالحضور وعبر عن سعادته بإقامة الملتقى في دورته الأولى، ثم كلمة المهندس أمين الكيلاني نجل الأديب الراحل كامل الكيلاني، وبدأها بالتعبير عن سعادته بهذا التكريم من قبل وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة، وأضاف أن هناك مفكرين على مر العصور سكنوا الذاكرة والوجدان، فهم شخصيات تركت في النفس أثرا عميقا لأن الفكر الإنسانى هو بصيص من النور الإلهي لذلك كانت مكانتهم بقدر جميلهم تجاه الإنسانية.
وتابع أن كامل الكيلانى أثرى الحياة الأدبية في مصر والعالم العربي، لأنه قد التفت إلى أدب الطفل في الوقت الذي لم ينتبه إليه أحد، وقدم مكتبة ثرية وغنية بدأت مع الطفل من مراحله الأولى وحتى سن الشباب، وأضاف أن حياة كامل الكيلاني تعد نموذج يحتذى به لكثير من الشباب فكان مثالا لمبتكر ورائد سعى طوال مسيرته الإبداعية لتذليل كافة الصعوبات التي واجهته، كما واجهت كثير من مبدعي تلك الفترة، ولكنه استمر في الوصول إلى هدفه الذي كان من أولوياته تعليم الأطفال مبادئ اللغة العربية بطريقة سهلة ميسرة من خلال ما قدمه من إبداع، فتعلمت على يده أجيال وأجيال وأصبحت مكتبته التي تركها على مدار ثلاثين عاما تحمل بين طياتها كثيرا من العادات الإيجابية والاجتماعية من الخلق السليم، لذا أطلق عليه أنيس منصور (بابا كل العرب)، وأشار أن الكيلاني أول من كتب عن أدب الرحلات في عدد من الكتب حكى فيها عن زياراته للشام، كذلك كانت إجادته لعدة لغات أجنبية سبب في تعدد مصادره وثقافته والبحور التي ينهم منها، وذكر أن الشاعر محمد التهامي قام بمدحه بقصيدة يثنى فيها عليه لهدفه النبيل وهو تعليم الأطفال فنون اللغة بشكل بسيط.
ثم تحدث الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل قائلا: حين كان الأدباء والشعراء والكتاب يتدثرون بأحلامهم فى بدايات القرن العشرين كان الأستاذ كامل كيلاني رائد أدب الطفل في عشرينيات القرن الماضي يتدثر بأحلام أطفالنا وقلوبنا التى تمشى على الأرض وينشئ لهم أول مكتبة لكتب الطفل فى مصر فى القاهرة، ويكتب لهم أيضا أول قصة رشيقة ولطيفة وهى أبو خربوش سلطان القرود وتوالت بعدها مئات القصص التي اختصت لنفسها سمة وأسلوبا متفردًا وقتها، وكانت تؤكد الرؤية الفنية والجمالية والتربوية فى الوقت نفسه.
وأضاف أن القصة الرقمية التى تم عرضها في بداية الملتقى أبو خربوش سلطان القرود عبرت عن القيمة الجمالية والرؤية التربوية والحلم الكبير بوجود تعليم متنوع في شتى مناحي الحياة، لا شك أنها كانت قصة مهمة جدا؛ لأنها لم تكن ترسل رسالة مهمة إلى ولى الأمر وقتها فقط، لكنها كانت تضع أطفالنا على عتبات التقدم وتفتح أعينهم على المستقبل الذى لن يكون إلا بالتعليم.
وأشار أن الأحلام في تلك القصة هى أحلام الوطن كله، والسؤال من سيكون القادر على تحقيقها في المستقبل القريب إلا الأطفال والنشء القادم بقوة.
وتابع حين كان الزملاء في وزارة الثقافة يبحثون عن الطفرات الفنية والثقافية في عشرينيات القرن الماضي لعمل مؤتمر عشرينيات القرن العشرين، كنا في المركز القومي لثقافة الطفل نبحث عن رموز الوطن في ثقافة الطفل وفنونه في هذا الوقت وسعدنا جدا حين وجدنا أن رائدنا في أدب الطفل كان موجودا في تلك الفترة المتميزة فنيا وثقافيا وحضاريا، فوضعنا تصورا للاحتفاء بالرائد الكبير من خلال العدد رقم ٥١ لمجلد ثقافة الطفل عن كامل كيلانى وتم تكليف الدكتورة صفية إسماعيل والباحث أحمد عبد العليم بالعمل كمسئولين عن المجلد، فشارك فيه مجموعة متميزة من الكتاب والأدباء والفنانين المتميزين مثل هجرة الصاوى ونجلاء علام وأحمد طوسون وأحمد قرني وعبده الزراع والدكتورة إنجي مدثر وأسهم في خروج المجلد للنور الفنانون مريم فريد والدكتورة مها إبراهيم ومحمد مختار وحنان شوقي، واستعنا ببليوجرافيا صدرت من المركز من قبل عن كامل كيلاني للشاعر الكبير سمير عبد الباقى وكذا بعض مقالات للأستاذ كامل كيلاني نفسه، وجدير بالذكر أنه لم تكن تلك المرة الأولى الذى يتم الاحتفاء بكامل ك…